مقديشو، الصومال – افتتح السيد/ محمود معلم عبد الله، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الصومالية (صـودما)، اليوم ورشة عمل بالغة الأهمية لعرض خطة تنفيذ تنمية القدرات وتعبئة الموارد، وذلك بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في خطوة هامة لتعزيز أسس الأمن الإنساني والوطني. وجمع هذا الحدث المهم، الذي استمر ليوم واحد في فندق “ناك” بمنطقة مطار آدم عدي الدولي في مقديشو، ممثلين رفيعي المستوى من مختلف وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وكبار المسؤولين في صـودما.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد/ عبد الله أن جهود الهيئة ليست مجرد أهداف مؤسسية، بل هي “التزامات قطعت للشعب الصومالي” لمواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ والجفاف والفيضانات والكوارث الأخرى. وأوضح أن قدرة الصومال في هذا المجال تكمن في “المشاركة والتنسيق والعمل المشترك”، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأي وكالة بمفردها أن تتصدى لهذه التحديات.
كما جدد التأكيد على أهمية الشراكة مع المنظمات الدولية، وخاصة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي قدمت دعماً تقنياً ومالياً بالغ الأهمية. وسلط الضوء على أن التعاون هو حجر الزاوية لتحقيق رؤية الوكالة بالانتقال من نهج الاستجابة السريعة إلى نهج استباقي ووقائي قائم على العلم والبيانات.
وفي خطوة جريئة، أعلن السيد/ عبد الله عن تأسيس “الصندوق الوطني لإدارة مخاطر الكوارث” وفقاً للقانون التأسيسي للهيئة. ويهدف هذا الصندوق إلى تمويل جهود التوعية والاستجابة للطوارئ وإعادة الإعمار والتعافي على المدى القصير، مما يضمن ثقافة صنع القرار القائمة على الأدلة.
واختتم السيد/ عبد الله كلمته بالدعوة إلى تحويل هذه الاجتماعات إلى إجراءات عملية وملموسة، وتعبئة الموارد اللازمة لتعزيز التأهب والقدرة على الصمود، مؤكداً أن الهدف النهائي هو “خدمة الشعب الصومالي بشفافية وأمل”.
تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات داعمة من شركاء دوليين رئيسيين، الذين أكدوا التزامهم بدعم رؤية صـودما الجديدة. وفي هذا الصدد، أشار السيد/ إتيان بيترشميت، ممثل منظمة الأغذية والزراعة، إلى أن “هذا الاجتماع يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز قدرة الصومال على الصمود أمام تغير المناخ، ونحن في الفاو ملتزمون بتقديم الدعم الفني اللازم لضمان أن تكون خطط هيئة صـودما عملية على أرض الواقع”.
من جانبه، صرح السيد/ ماركو سيلفا، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، أن “هذا البرنامج الطموح يعكس تحولاً نموذجياً من التركيز على الاستجابة الإنسانية إلى بناء حلول مستدامة. ومن خلال العمل معاً، يمكننا تقليل الاعتماد على المساعدات الطارئة وبناء مستقبل أكثر أماناً للشعب الصومالي”.
علاوة على ذلك، أكد السيد/ كريسبيان روكاشا، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشـا)، على أهمية “القيادة الوطنية القوية في إدارة الكوارث. إن تعزيز قدرات صـودما هو استثمار في مستقبل الصومال، ونحن في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ندعم هذا النهج الشامل الذي يضمن التنسيق الفعال بين جميع الشركاء”.
بعد الكلمات الافتتاحية، قدم السيد/ محمد حرسي، مدير مركز البحوث والتدريب بالهيئة، عرضاً شاملاً لخطة تنفيذ تنمية القدرات وتعبئة الموارد. واستعرض العرض، الذي كان احترافياً ومنظماً بشكل جيد، نتائج التقييم الذي أُجري هذا العام لمختلف إدارات الوكالة، إلى جانب الرؤية الطموحة نحو تعزيز القدرات الوطنية في إدارة الكوارث. وشدد على أهمية العلم والبحث كركيزتين أساسيتين لبناء صومال أكثر مرونة، قادر على حماية شعبه من التحديات الإنسانية المتزايدة.
كما أشار إلى أن هذه الخطة هي تنفيذ مباشر للمواد المتعلقة بعمل الهيئة ضمن خطة التحول الوطنية. وأثار العرض نقاشاً حيوياً أداره الدكتور/ إسماعيل جمعالي، رئيس وحدة تطوير البرامج وميسر الجلسات.
أشاد المشاركون بالجهود التي بذلتها الهيئة، مؤكدين أنها تمثل نقلة نوعية في منهجية العمل. كما أجروا تبادلاً مثمراً للآراء وشاركوا في جلستي “تأملات الشركاء” و”مناقشة وحوار تعبئة الموارد”، حيث حددوا الثغرات واستكشفوا أوجه التآزر لتعزيز التعاون.
واختتمت الورشة بكلمة ختامية ألقاها الدكتور/ إسماعيل جمعالي نيابة عن الرئيس، كرر فيها أهمية تحويل مخرجات الورشة إلى إجراءات عملية، وأعرب عن امتنانه لجميع المشاركين على مشاركتهم الفعالة والتزامهم.
0 Comments