بيدوا، ولاية جنوب غرب الصومال — وجّه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، السيد جورج كونواي، نداءً قوياً خلال كلمته في المنتدى الإنساني القطري الدوري، دعا فيه إلى تحرك موحد وعاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد.
وأكد السيد كونواي خطورة الوضع الراهن، مشيراً إلى أن ملايين الصوماليين لا يزالون يرزحون تحت وطأة الجفاف المستمر، والنزوح، وانعدام الأمن الغذائي، وضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية. كما حذّر من أن تراجع التمويل الإنساني بات يهدد استمرارية الخدمات المنقذة للحياة، ويزيد من هشاشة المجتمعات المتضررة.
وشدد الممثل الأممي على أن الاستجابة الإنسانية لا يمكن أن تظل مسؤولية الفاعلين التقليديين وحدهم، داعياً إلى بناء تحالف واسع يضم وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والمحلية، والحكومة الصومالية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والشتات الصومالي، للعمل بشكل جماعي نحو حلول مستدامة.
وقال كونواي:”علينا أن نتجاوز الحلول المؤقتة ونستثمر في بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل. ويتطلب ذلك مواءمة الجهود الإنسانية مع مسارات التنمية وبناء السلام، والاستفادة من إمكانيات جميع مكونات المجتمع الصومالي والشركاء الدوليين.”
ويهدف المنتدى الإنساني القطري إلى جمع الجهات المعنية لتقييم التحديات الراهنة، وتنسيق الاستجابات، وتجديد الالتزام الجماعي بتقديم المساعدات الضرورية. كما يناقش المشاركون سبل تعزيز التنسيق وتعبئة الموارد في ظل تزايد الأزمات العالمية المتنافسة.
ورغم تعقيد الوضع في الصومال، أبدى السيد كونواي تفاؤله، مؤكداً أن التنسيق الفعال والدعم الكافي يمكن أن يخفف من معاناة المدنيين، ويُسهم في بناء مستقبل أكثر استقراراً ومتانة للشعب الصومالي.
جذير بالذكر أن الصومال لاتزال تواجه أزمات إنسانية متعددة الأوجه، تتراوح بين جفاف طويل الأمد، وصراعات مسلحة، واضطرابات اقتصادية. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشـا)، فإن أكثر من 6.9 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع ذلك، لا يزال تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 في مستويات حرجة، مما يهدد بتوقف العمليات الحيوية في عدة مناطق.
0 Comments