مقديشو — الصومال
أطلقت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الصومالية (صودما) بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تحذيرًا مشتركًا يدعو إلى الاستعداد الفوري لاحتمالات تدهور الأوضاع المناخية خلال موسم الربيع المطير لعام 2025، في ظل مؤشرات مقلقة بانخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد.
وصدر هذا التحذير على هامش الدورة التاسعة والستين لمنتدى التوقعات المناخية لمنطقة القرن الإفريقي (GHACOF 69)، الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة خبراء أرصاد ومناخ من دول الإقليم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وهيئات إنسانية.
ظروف مناخية مقلقة وتوقعات بتفاقم الأزمة
أظهرت توقعات المنتدى أن موسم الربيع المطير لعام 2025 في الصومال قد يشهد تراجعًا ملحوظًا في كمية الأمطار، إلى جانب ارتفاع في درجات الحرارة، واحتمال تأخر بداية الموسم المطري، ما قد يؤدي إلى فترة أمطار أقصر من المعتاد. هذه العوامل مجتمعة تنذر بتدهور إضافي في الوضع المعيشي لملايين الصوماليين.
ويأتي هذا التحذير في وقت لم تتعاف فيه البلاد بعد من آثار الجفاف الناجم عن موسم الشتاء، إلى جانب التوزيع غير المتوازن لأمطار خريف 2024، حيث شهدت بعض مناطق الشمال مثل “أرض الصومال” هطول أمطار غزيرة، بينما كانت الكميات شحيحة جدًا في ولايات مثل جلمدغ، هيرشبيلي، جوبالاند، بونتلاند، وجنوب غرب الصومال. ففي منطقة دانغوريو، على سبيل المثال، لم تتجاوز نسبة الأمطار 7% من المعدلات المتوقعة، ما أثر سلبًا على الزراعة والموارد المائية وسبل العيش بشكل عام.
توصيات عاجلة للتأهب والاستجابة
أوصت صودما ومنظمة الأغذية والزراعة بمجموعة من التدابير العاجلة للتقليل من حدة الآثار المحتملة للجفاف، شملت ما يلي:
- المياه: تعزيز تخزين المياه، وتوسيع نظم الري، وزيادة حملات التوعية المجتمعية.
- الزراعة والثروة الحيوانية: توفير بيانات مناخية دقيقة، وتوجيه المزارعين نحو محاصيل تتحمّل شح الأمطار، وتنفيذ حملات تطعيم طارئة للماشية.
- الصحة: توسيع برامج التوعية بمخاطر الأمراض المرتبطة بالحرارة ونقص المياه، وتعزيز قدرة النظام الصحي على الاستجابة.
- الإغاثة الإنسانية: الاستعداد المسبق لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة ووضع خطط استجابة لمواجهة احتمالات نقص الغذاء.
دعوة إلى التحرك المشترك
دعت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الصومالية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) جميع حكومات الولايات الفيدرالية، إلى جانب الشركاء الدوليين ومنظمات الإغاثة، إلى توحيد الجهود والعمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية والإنسانية المقبلة، والحيلولة دون تفاقم الوضع في بلد لا يزال يعاني من أزمات متشابكة في الأمن، والغذاء، والمناخ.
0 Comments