مقديشو، الصومال – في التاسع عشر من أغسطس، وفي إطار حملة “موجة الأمل” العالمية لعام 2025، نظم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشـا) في الصومال احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني. لم تكن هذه الفعالية مجرد مناسبة لإحياء الذكرى، بل كانت تظاهرة حية لتكريم العاملين في مجال الإغاثة الذين يجسدون أسمى معاني التضحية والإنسانية في واحدة من أكثر دول العالم تحديًا.
وقد افتتح الحفل رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الصومالية (صـودما)، السيد محمود معلم عبدالله، مؤكداً التزام الحكومة الصومالية الراسخ بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وأوضح أن هذا الالتزام ليس مجرد شعار، بل هو واجب قانوني وأخلاقي بموجب القانون الإنساني الدولي. وشدد على أن العمل الإنساني هو جهد جماعي، يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية لمواجهة الأزمات المتزايدة.
من جانبه، ألقى السيد جورج كونواي، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال، كلمة أشاد فيها بالتعاون الوثيق مع هيئة صـودما. وتناول التحديات المتراكمة التي تواجهها البلاد، من آثار التغير المناخي والنزاعات إلى تفشي الأمراض ونقص التمويل. ووصف العاملين في مجال الإغاثة بـ”الخط الأمامي” الذي يمد يد العون لمن هم في أمس الحاجة إليه، ويعملون معاً لتخفيف المعاناة وجلب الأمل.
وتأتي هذه الاحتفالية في إطار حملة عالمية تسلط الضوء على قصص الأفراد المتأثرين بالأزمات وأولئك الذين يساعدونهم، مستخدمة الفن الرقمي كوسيلة لإيصال رسائل الأمل. وأكدت هيئة صـودما أن الصومال، وعلى الرغم من التحديات، سيظل دائماً منارة للأمل والإنسانية.
خلفية: أهمية العمل الإنساني ودور هيئة صـودما في الصومال
اليوم العالمي للعمل الإنساني هو مناسبة سنوية أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 أغسطس، إحياءً لذكرى الهجوم المأساوي الذي وقع في بغداد عام 2003، وأودى بحياة 22 من العاملين في الإغاثة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم فرصة للدفاع عن بقاء ورفاهية وكرامة المتضررين من الأزمات، وللحفاظ على سلامة وأمن عمال الإغاثة.
في الصومال، حيث تتكرر الأزمات الإنسانية، تلعب هيئة إدارة الكوارث الصومالية (صـودما) دوراً حيوياً ومحورياً. باعتبارها مؤسسة حكومية مستقلة، تعمل صـودما كصلة وصل بين الحكومة الصومالية والمنظمات الإنسانية الدولية. وتتمثل مهمتها في تعزيز قدرة الصومال على الاستعداد والاستجابة للكوارث، وتنسيق جهود الإغاثة الوطنية والدولية، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً بكفاءة وفعالية. بفضل جهودها، يتم تسليط الضوء على الحاجات الإنسانية العاجلة وتقديم الدعم الضروري للملايين الذين يحتاجون إليه.
0 Comments