مقديشو، الصومال — في ظل تدهور حاد في الوضع الإنساني، أطلقت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الصومالية (صـودما) نداءً إنسانياً عاجلاً للمجتمع الدولي والجهات المانحة لتقديم دعم فوري ومنسق. يهدد الجفاف المستمر والصراعات وانعدام الأمن الغذائي حياة ملايين الصوماليين ويدفعهم نحو حافة الهاوية.
أزمة إنسانية متعددة الأوجه
تؤكد البيانات الصادرة عن “صـودما” أن الأوضاع الحالية تتطلب استجابة سريعة وشاملة:
- انعدام الأمن الغذائي: يواجه أكثر من 4.4 مليون شخص انعداماً حاداً للأمن الغذائي (المرحلة الثالثة أو أعلى)، وهو ما يمثل زيادة مقلقة بنسبة 29% منذ بداية العام.
- الجفاف: يعيش حوالي 2.5 مليون شخص في شمال الصومال تحت وطأة الجفاف الشديد، مما يؤثر على 26 منطقة ويعصف بسبل عيشهم.
- النزوح: أدت الصراعات الأخيرة في ولايتي هيرشابيلي وجوبالاند إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص، حيث أجبرت الظروف القاسية عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
- سوء التغذية: يعاني ما يقرب من 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، منهم 466 ألفاً في حالة سوء تغذية حاد وشديد، مما يعرض حياتهم للخطر.
- ندرة المياه: لا يملك سوى أقل من 30% من السكان القدرة على الوصول إلى مصادر مياه آمنة وموثوقة، مما يزيد من انتشار الأمراض مثل الإسهال والحمى والتهابات الجهاز التنفسي.
استجابة محلية ودعم عاجل مطلوب
على الرغم من حجم الأزمة، تظهر الحكومة الصومالية والمجتمع المحلي التزاماً قوياً بالتصدي لها. فقد تعهدت الحكومة الفيدرالية بتقديم 700 ألف دولار لدعم جهود الاستجابة للجفاف، كما تعهد مجتمع الأعمال الصومالي بمبلغ مماثل. هذا الالتزام الوطني القوي يرسل رسالة واضحة بأن الصومال عازم على مواجهة هذه التحديات، ولكنه لا يستطيع القيام بذلك بمفرده.
نداء للعمل
تؤكد هيئة “صـودما” على ضرورة تعبئة الموارد وزيادة التمويل من المانحين التقليديين، وشركاء الخليج، والقطاع الخاص لتقديم استجابة متكاملة تشمل الغذاء والصحة والمياه والمأوى.
إن الوضع يتدهور بسرعة، وكل يوم يمر دون استجابة كافية يزيد من معاناة الأبرياء. لذا، نناشد المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الصومال في هذه اللحظة الحرجة لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.
0 Comments