مقديشو، الصومال – في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية والإنسانية بين جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية الصين الشعبية، عقد مفوض هيئة إدارة الكوارث الصومالية (صـودما)، السيد محمود معلم عبد الله، يوم الثلاثاء اجتماعًا رسميًا مع سعادة السيد وانغ يو، سفير الصين لدى الصومال، وذلك في مقر السفارة الصينية بالعاصمة مقديشو. وتركز اللقاء على تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة في قطاع إدارة الكوارث، بهدف تعزيز قدرة الصومال على الاستجابة الفعّالة للأزمات الوطنية والإنسانية.
وقد ناقش الجانبان محاور رئيسية تعزز البنية التحتية والقدرات البشرية في مجال إدارة الكوارث، من أبرزها:
* صيانة وتطوير المستودع المركزي للهيئة: تم تقييم التقدم المحرز في هذا المرفق الحيوي، الذي يعد محوراً لوجستياً لتخزين وتوزيع المساعدات الإنسانية.
* إنشاء مركز عمليات الطوارئ في لاسعانود: تمت متابعة الخطوات الخاصة ببناء مركز عمليات الطوارئ ومستودعه في مدينة لاسعانود، والذي سيشكل نقطة انطلاق استراتيجية لإدارة الكوارث في المناطق الشمالية من البلاد.
* تنمية الموارد البشرية: جرى بحث سبل تطوير القدرات البشرية، حيث يخضع حالياً عدد من موظفي الهيئة لتدريب متخصص في العاصمة الصينية بكين على أحدث تقنيات إدارة الكوارث والتعافي منها.
خلال اللقاء، أعرب رئيس الهيئة، السيد محمود معلم عبدالله، عن عميق امتنانه للدعم الصيني، قائلاً: “إن هذه المشاريع الاستراتيجية تعكس عمق الامتنان للدعم المستمر من جمهورية الصين الشعبية. فهي ليست مجرد مساعدات طارئة، بل استثمار طويل الأمد في صمود الصومال، بما يمكّننا من حماية شعبنا وتعزيز استقراره الوطني”.
من جانبه، أكد السفير الصيني، سعادة السيد وانغ يو، التزام بلاده الثابت، قائلاً: “إن مساهمتنا في بناء قدرات صـودما تأتي في إطار التزام الصين بالعمل الإنساني الدولي. سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي الشقيق، والعمل على إنجاح هذه المشاريع التي ستسهم في ترسيخ بنية تحتية قوية لإدارة الكوارث”.
يُظهر هذا التعاون الإنساني الفاعل دور الصين كشريك استراتيجي في الصومال، حيث يمتد دعمها إلى ما هو أبعد من المساعدات الطارئة، ليشمل تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية وتمكينها من الاعتماد على نفسها في مواجهة الأزمات. وبذلك، تسهم الصين في بناء شبكة أمان لوجستية وإنسانية تضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً في الوقت المناسب، وترسخ مساراً نحو صومال أكثر أمناً واستقراراً.
0 Comments